الفتاوىفتاوى الأطعمة والذبائح
حكم الأكل مما تذبحه الحائض
السؤال:
ما حكم أكل ما تذبحه الحائض؟
الجواب:
لا يحرم الأكل مما تذبحه الحائض، فيجوز للحائض أن تذبح ويجوز لنا أن نأكل مما ذبحت؛ لأن الشريعة لم تفرق بين ذبيحتها وذبيحة غيرها {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} [المائدة: 3]، {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121]، فلم تفرق الآية بين ما يذبحه الذكر أو الأنثى بين حائض وغيرها، فنبقى على أصل الحل حتى يأتي الدليل المحرم ولم يوجد.
ويستدل لذلك بما في صحيح البخاري (أن جارية لهم كانت ترعى غنما بسلع، فأبصرت بشاة من غنمها موتا، فكسرت حجرا فذبحتها، فقال لأهله: لا تأكلوا حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأسأله، أو حتى أرسل إليه من يسأله، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم أو بعث إليه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأكلها)، وجه الدلالة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستفصل عن حالتها هي هي حائض أم طاهر، و ترك الاستفصال في حكاية الحال مع قيام الاحتمال ينزل منزلة العموم في المقام ويحسن به الاستدلال، وعلى لك انعقد الإجماع، قال الإمام النووي: “نقل ابن المنذر الاتفاق على ذبيحة الجنب قال وإذا دل القرآن على حل إباحة ذبيحة الكتابي مع أنه نجس فالذي نفت السنة عنه النجاسة أولى قال والحائض كالجنب
من كتاب: (فتاوى معاصرة)، مؤلف الكتاب: للدكتور أيمن عبد الحميد البدارين، دار النشر:دار الرازي للنشر والتوزيع، مكان النشر: عمان، الأردن، رقم الطبعة: الطبعة الأولى، سنة الطبع: 1434هـ-2013م، رقم الصفحة (28).
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور ايمن البدارين الرسمي - aymanbadarin.com
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.